طلب الهدى من القرآن بالتدبر وحسن النية ، سبب لبيان طريق الحق
صفحة 1 من اصل 1
طلب الهدى من القرآن بالتدبر وحسن النية ، سبب لبيان طريق الحق
يقول الشيخ ابن عثيمين رحمه الله :
وهذا الباب (1) في كتاب الله كثير (2)، ومن تدبر القرآن طالباً للهدى منه تبين له طريق الحق(3)
(1) * قوله : "وهذا الباب" : الإشارة هنا إلى باب الأسماء والصفات.
(2) * قوله: "في كتاب الله كثير": ولذلك؛ ما من آية من كتاب الله ؛ إلا وتجد فيها غالباً اسماً من أسماء الله ، أو فعلاً من أفعاله ، أو حكماً من أحكامه، بل لو شئت لقلت: كل آية في كتاب الله فهي صفة من صفات الله ؛ لأن القرآن الكريم كلام الله عز وجل؛ فكل آية منه؛ فهي صفة من صفات الله عز وجل.
(3) تدبر الشيء؛معناه: التفكر فيه، كأن الإنسان يستدبره مرة ويستقبله أخرى؛ فهو يكرر اللفظ ليفهم المعنى.
فالذي يتدبر القرآن بهذا الفعل ، وأما النية؛ فهي أن يكون " طالباً للهدى منه"؛ فليس قصده بتدبر القرآن أن ينتصر لقوله، أو أن يتخذ منه مجادلة بالباطل، ولكن قصده طلب الحق؛ فإنه سوف تكون النتيجة قول المؤلف :" تبين لهُ طَريق الحق".
وما أعظمها من نتيجة!!
لكنها مسبوقة بأمرين: التدبر، وحسن النية؛ بأن يكون الإنسان طالباً للهدى من القرآن ؛ فحينئذ يتبين له طريق الحق.
والدليل على ذلك عدة آيات؛ منها:
قوله الله تبارك وتعالى : ( وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ)(النحل: من الآية44).
وقال تعالى : (كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ) (صّ:29) .
وقال تعالى : (أَفَلَمْ يَدَّبَّرُوا الْقَوْلَ أَمْ جَاءَهُمْ مَا لَمْ يَأْتِ آبَاءَهُمُ الْأَوَّلِينَ) (المؤمنون:68).
وقال تعالى : (وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ) (القمر:32) .
...والأيات في هذا كثيرة، تدل على أن من تدبر القرآن – لكن بهذه النية، وهي طلب الهدى منه-؛ لابد أن يصل إلى النتيجة، وهي تبين طريق الحق.
أما من تدبر القرآن ليضرب بعضه ببعض، وليجادل بالباطل، ولينصر قوله؛ كما يوجد عند أهل البدع وأهل الزيغ فإنه يعمى عن الحق والعياذ بالله.
لأن الله تعالى يقول: (هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ) (آل عمران:7)؛ على تقدير ( أما) ؛ أي: وأما الراسخون في العلم؛ ف ( يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا )(آل عمران: من الآية7)؛ وإذا قالوا هذا القول؛ فسيهتدون إلى بيان هذا المتشابه، ثم قال: ( وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ)(آل عمران: من الآية7).
وقال تعالى : ( قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدىً وَشِفَاءٌ وَالَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ فِي آذَانِهِمْ وَقْرٌ وَهُوَ عَلَيْهِمْ عَمىً أُولَئِكَ يُنَادَوْنَ مِنْ مَكَانٍ بَعِيدٍ)(فصلت: من الآية44)
[
وهذا الباب (1) في كتاب الله كثير (2)، ومن تدبر القرآن طالباً للهدى منه تبين له طريق الحق(3)
(1) * قوله : "وهذا الباب" : الإشارة هنا إلى باب الأسماء والصفات.
(2) * قوله: "في كتاب الله كثير": ولذلك؛ ما من آية من كتاب الله ؛ إلا وتجد فيها غالباً اسماً من أسماء الله ، أو فعلاً من أفعاله ، أو حكماً من أحكامه، بل لو شئت لقلت: كل آية في كتاب الله فهي صفة من صفات الله ؛ لأن القرآن الكريم كلام الله عز وجل؛ فكل آية منه؛ فهي صفة من صفات الله عز وجل.
(3) تدبر الشيء؛معناه: التفكر فيه، كأن الإنسان يستدبره مرة ويستقبله أخرى؛ فهو يكرر اللفظ ليفهم المعنى.
فالذي يتدبر القرآن بهذا الفعل ، وأما النية؛ فهي أن يكون " طالباً للهدى منه"؛ فليس قصده بتدبر القرآن أن ينتصر لقوله، أو أن يتخذ منه مجادلة بالباطل، ولكن قصده طلب الحق؛ فإنه سوف تكون النتيجة قول المؤلف :" تبين لهُ طَريق الحق".
وما أعظمها من نتيجة!!
لكنها مسبوقة بأمرين: التدبر، وحسن النية؛ بأن يكون الإنسان طالباً للهدى من القرآن ؛ فحينئذ يتبين له طريق الحق.
والدليل على ذلك عدة آيات؛ منها:
قوله الله تبارك وتعالى : ( وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ)(النحل: من الآية44).
وقال تعالى : (كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ) (صّ:29) .
وقال تعالى : (أَفَلَمْ يَدَّبَّرُوا الْقَوْلَ أَمْ جَاءَهُمْ مَا لَمْ يَأْتِ آبَاءَهُمُ الْأَوَّلِينَ) (المؤمنون:68).
وقال تعالى : (وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ) (القمر:32) .
...والأيات في هذا كثيرة، تدل على أن من تدبر القرآن – لكن بهذه النية، وهي طلب الهدى منه-؛ لابد أن يصل إلى النتيجة، وهي تبين طريق الحق.
أما من تدبر القرآن ليضرب بعضه ببعض، وليجادل بالباطل، ولينصر قوله؛ كما يوجد عند أهل البدع وأهل الزيغ فإنه يعمى عن الحق والعياذ بالله.
لأن الله تعالى يقول: (هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ) (آل عمران:7)؛ على تقدير ( أما) ؛ أي: وأما الراسخون في العلم؛ ف ( يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا )(آل عمران: من الآية7)؛ وإذا قالوا هذا القول؛ فسيهتدون إلى بيان هذا المتشابه، ثم قال: ( وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ)(آل عمران: من الآية7).
وقال تعالى : ( قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدىً وَشِفَاءٌ وَالَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ فِي آذَانِهِمْ وَقْرٌ وَهُوَ عَلَيْهِمْ عَمىً أُولَئِكَ يُنَادَوْنَ مِنْ مَكَانٍ بَعِيدٍ)(فصلت: من الآية44)
[
b]انظر ( شرح العقيدة الواسطية)
العلامة الإمام الفقيه
محمد الصالح العثيمين
رحمه الله[/b]
العلامة الإمام الفقيه
محمد الصالح العثيمين
رحمه الله[/b]
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى